الابتزاز الإلكتروني وكيفية حدوثه وطرق الحماية منه..
لا شك أن ظاهرة الابتزاز الإلكتروني أصبحت شائعة في وقتنا الحالي، وقد يكون معظمنا أو أحد الأصدقاء أو الأقارب قد تعرض لواقعة الابتزاز الإلكتروني. والسبب في الوقوع في هذا الفخ هو غالبًا نقص التربية والأخلاق، سواء من جانب المبتز أو ضحية الابتزاز. فكل منهما قد شارك في هذا الأمر، ولكن من زاوية مختلفة. قد تكون الضحية لم ترتكب أي خطأ أخلاقي، ولكن ربما أهملت في حماية المعلومات الخاصة بها، مما جعلها متاحة للاختراق..
في البداية، يلجأ المبتز إلى بيئة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعتقد أنه في أمان تام لأنه ببساطة يتواجد في منزله وغرفته، بعيدًا عن أي ملاحقات قانونية أو تشريعات تجرّم مثل هذه الأفعال. ناهيك عن أن هذا يعد ذنبًا عظيمًا في الإسلام، حيث أمرنا الله بالستر وعدم إفشاء الأسرار. ولكن الشيطان قد يغلب الإنسان في بعض الأحيان، ورغم ذلك، هذا لا يشفع لمن يرتكب مثل هذه الجرائم، التي تشوه سمعة عائلة بأكملها وتسبب ضررًا كبيرًا..
كما نعلم جميعًا، فإن عمليات الابتزاز غالبًا ما تكون من الشباب تجاه الشباب الآخرين، إذ يوهم المبتز الطرف الآخر بأنه فتاة. وقد يكون الابتزاز أيضًا من فتاة لشاب أو العكس، لكن الأكثر رعبًا في المجتمعات العربية والإسلامية هو الابتزاز الذي يتم من شاب تجاه فتاة..
قد تبدأ العملية بطلب صداقة أو إرسال رسالة على بريد إلكتروني أو حساب شخصي، حيث يظهر المبتز وكأنه فتاة بوضع صورة مغرية، ويُظهر حسابًا مليئًا بالتفاعلات والمتابعين ليعزز الثقة. ثم تبدأ المحادثة بينك وبين الحساب المدعى أنه لفتاة، وهذا يتيح للمبتز الانتقال إلى الخطوة التالية، حيث يقوم باستدراج الضحية ببطء، قد يستمر هذا الاستدراج لأسابيع أو حتى أشهر..
بعد إنشاء تواصل مستمر مع الضحية، يطلب المبتز مكالمة صوتية أو حتى فيديو. وعند استجابته، يكون المبتز مستعدًا باستخدام برامج لتغيير الصوت، مما يقنع الضحية بأنها تتحدث مع فتاة فعلًا. وبعد المكالمة الصوتية، ينتقل المبتز إلى طلب مكالمة فيديو، حيث يستخدم برامج مثل "ManyCam" لعرض مقاطع فيديو مسجلة مسبقًا لفتاة في وضع غير لائق..
عند هذه النقطة، ينجح المبتز في تسجيل الضحية في موقف مُخل باستخدام أدوات تسجيل الشاشة. ومن ثم يهدد الضحية بنشر هذا الفيديو ما لم تستجب لطلباته..
في هذه المرحلة، يطلب المبتز عادة المال أو صورًا أخرى في أوضاع معينة، وغالبًا ما تكون هذه الطلبات موجهة للفتيات. هذا النوع من الابتزاز يُعتبر الأكثر شيوعًا..
بعض النصائح للوقاية من الابتزاز الإلكتروني، إذا وقعت ضحية للابتزاز الإلكتروني، أولًا يجب أن تتحلى بالهدوء. اجمع كافة المعلومات التي لديك عن المبتز، مثل حساباته على وسائل التواصل التي تواصل معك من خلالها، مثل فيسبوك أو واتساب. ثم توجه إلى الجهات المختصة مثل الشرطة، حيث يمكنهم مساعدتك من خلال مكاتب مكافحة الجرائم الإلكترونية..
كما تنص المادة رقم 430 من قانون العقوبات الليبي على أن "كل من هدد غيره بإنزال ضرر غير مشروع به، يعاقب بالحبس لمدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز خمسين جنيهًا."
كيف نحمي أنفسنا، لحماية أنفسنا من الابتزاز، يجب التأكد من تأمين حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم قبول طلبات الصداقة العشوائية. كما يجب تجنب إرسال الصور الحساسة عبر هذه الوسائل، لأنها قد تتعرض للاختراق..
- محمود حسين
- مدون تقني
التسميات
مقالات تقنية