في ظل التسارع الذي نشهده في إطلاق وانتشار واسع لمواقع وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، يظهر لنا نموذج جديد من تطوير شركة DeepSeek الصينية. بعد إصدارها الأول لنموذج DeepSeek V1 في شهر أكتوبر من العام الماضي 2023، تعود اليوم مجددًا إلى الساحة..
بعد إصدارها الأول والثاني DeepSeek V2، تمت إضافة العديد من الخصائص، حيث جاء كل إصدار بتغييرات وإضافات جديدة لتوفير أفضل تجربة للمستخدمين. منذ عدة أيام، تم فعليًا إطلاق النسخة الثالثة DeepSeek V3، والتي جاءت بخصائص جديدة، منها البحث على الإنترنت بناءً على مدخلات المستخدم، أو حتى معالجة الصور والمستندات..
النموذج قادر على فهم النصوص والصور المرفقة في الملفات مثل ملفات Word أو PDF، مع إمكانية الإجابة التفصيلية عن العديد من التساؤلات التي قد تخطر في بالك وترتبط بالملف المرفق. هذا ما جذبني إليه فعليًا، حيث جربت أحد الملفات على منافسه ChatGPT-4.0، ولم يتمكن من فهم محتويات الملف على عكس DeepSeek V3..
قام DeepSeek V3 بالاستجابة لطلبي بحل أكثر من 70 سؤالًا من نوع MCQ (الاختيار من متعدد)، والتي تم إدراجها في الملف المرسل. أجاب على الأسئلة بدقة وبدون أخطاء، مع فهم واضح لسياق الأسئلة، وهو ما يُعتبر إنجازًا كبيرًا. في حين أن الإجابات الخاطئة بسبب عدم فهم كافٍ للسياق تُعد أمرًا متوقعًا في كثير من النماذج، إلا أن الأداء الدقيق لهذا النموذج يبرز قدراته الفائقة..
عند البحث في تاريخ DeepSeek، نجد أنه فعليًا قادر على تقديم إجابات وقدرات عالية في معالجة الملفات المرفقة، سواء كانت صورًا، ملفات نصية، أو حتى رسائل مباشرة. هذا يعتمد على تدريبه المكثف، حيث تم تدريبه على أكثر من 13.9 تريليون رمز، وعدد معلمات يتجاوز 670 مليار معلمة. لتبسيط هذه الأرقام لنفهم التالي:
تم تدريبه على أكثر من 13.9 تريليون رمز، وهو ما يُعرف بـ"Token". الرمز يمثل جزءًا من النص. على سبيل المثال، في جملة "السلام عليكم"، تعتبر "السلام" رمزًا، و"عليكم" رمزًا آخر. هذه الرموز تُستخدم في سياقات متعددة..
أما بالنسبة لأكثر من 670 مليار معلمة، فهي بمثابة "الخلايا العصبية" في النموذج، والتي تفهم مدخلات المستخدم وتعالجها. كلما زاد عدد المعلمات، زادت قوة النموذج وقدرته على معالجة وفهم البيانات، بما في ذلك المعادلات الرياضية والبرمجية..
هذا ما جعل DeepSeek V3 يتفوق على ChatGPT-4.0، خاصة في الجوانب الرياضية والبرمجية. وفقًا لتقارير صادرة عن مسابقة برمجية على موقع Codeforces، المتخصص في تنظيم المسابقات البرمجية الدولية، أظهرت النتائج أن DeepSeek V3 تفوق بشكل واضح على ChatGPT-4.0 في توليد الأكواد البرمجية المطلوبة ضمن سياق المسابقة..
لكن هذا لا يعني أن ChatGPT-4.0 غير دقيق أو لا يمكن الاعتماد عليه في إنشاء الأكواد البرمجية. التفوق الذي حققه DeepSeek V3 يعود بالأساس إلى النسخة السابقة DeepSeek V2، التي خُصصت لتدريب مكثف في البرمجة. هذا التدريب العميق مهد الطريق لتفوق النسخة الثالثة..
في ختام هذا المقال البسيط، وُجدت هذه الأدوات لمساعدتك على إنجاز أعمالك واحتياجاتك بسرعة وسهولة. لكنها لا تُعتبر بديلًا كاملًا للإنسان. علينا تعلم كيفية استخدامها والاستفادة منها لتعزيز التطوير والإنتاجية..
يُمكنك استخدام النموذج من خلال الموقع بشكل مباشر او من خلال تحميل التطبيق على هاتفك من خلال الروابط المباشرة المرفقة أدنى..
- محمود حسين
- مدون تقني
التسميات
مقالات تقنية