"كل ما تحتاج معرفته عن حدود GPT-5"


نموذج الذكاء الاصطناعي من شركة (Open AI) المحدث القصود بطبيعة الحال هوا GPT-5 النموذج ليس مجرد تحديث عابر، بل هو نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي. النظام يجمع بين نماذج فائقة السرعة مثل GPT-5-Main وGPT-5-Mini، المخصصة للردود الفورية، وبين نماذج التفكير العميق مثل GPT-5-Thinking ونسخها المصغرة Nano وMini، المخصصة لمعالجة المهام المعقدة. خلف الكواليس يوجد موجّه ذكي يقوم باختيار النموذج الأنسب بناءً على طبيعة سؤالك، فإذا كان السؤال بسيطًا يختار النموذج السريع، وإذا كان معقدًا يتجه مباشرة نحو نماذج التفكير لإعطائك تحليلًا أعمق وإجابة أدق، لتستفيد من أفضل مزيج بين السرعة والدقة..

في الماضي، إذا كان سؤالك حساسًا قد يتم رفضه بالكامل، لكن GPT-5 جاء بفلسفة الإكمالات الآمنة، حيث يحاول تزويدك بأكبر قدر ممكن من المعلومات المفيدة مع إزالة أي تفاصيل ضارة فعلاً، فلا يحجب المعرفة النافعة ولا يفتح الباب للخطر وهذا يجعله أفضل من غيره في هذا السياق..

أيضاً يتميز بمصادر تعليمه متنوعة، فهو يتدرب على بيانات عامة من الإنترنت، وشراكات مع مؤسسات موثوقة ومحتوى مرخّص، بالإضافة إلى مساهمات المستخدمين والمراجعين البشريين، وكل ذلك يخضع لعمليات فلترة صارمة لإزالة البيانات الشخصية والمحتوى الضار قبل التدريب..

وان كنا نتحدث عن أفضل ميزة في النموذج اذاً يجب التطرق الى ميزة التفكير الداخلي التي تمثل نقطة قوة رئيسية، إذ تكتب نماذج التفكير سلسلة خطوات تحليلية غير مرئية للمستخدم تساعدها على الوصول إلى إجابات أكثر دقة وموثوقية، هذا انعكس أيضًا على الأداء في اختبارات السلامة، حيث تفوق على النماذج السابقة في مقاومة محاولات الاختراق أو كسر القيود، مع التزام أكبر باتباع التعليمات بشكل هرمي يبدأ من النظام ثم المطوّر وصولًا إلى المستخدم..

التحسينات لم تتوقف عند الأمان، فقد انخفضت معدلات التملق للمستخدمين بشكل ملحوظ (التملق) المقصود به المدح الزائف للمستخدمين، حيث أصبحت الردود أكثر موضوعية ومرتكزة على الحقائق بدل محاولة الإرضاء. كما تراجعت نسبة الأخطاء المعلوماتية بشكل كبير، سواء في النماذج السريعة أو نماذج التفكير، مما رفع من مستوى الثقة في الإجابات بواسطة النموذج المحدث من Open AI GPT-5..

اما على صعيد الصحة يا عزيزي القارئ حقق GPT-5 قفزة نوعية في محادثات HealthBench الذي لا يعرف HealthBench هوا أول معيار خصص لتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي في سياق الرعاية الصحية، تفوق GPT-5 على جميع النماذج السابقة وبتقليل الأخطاء في الحالات الطبية المعقدة بثماني مرات، مع التذكير أنه ليس بديلاً عن الطبيب، كما أظهر أداءً قويًا في 13 لغة من بينها العربية، محققًا دقة تجاوزت 90% في اختبارات MMLU متعددة اللغات..

هذا جانب آخر مثير ومهم هو تقليل السلوكيات المضللة، حيث يتم مراقبة سلسلة التفكير للكشف عن أي محاولات خداع قبل أن تصل للمستخدم. وقد خضع النموذج لاختبارات مستقلة صارمة من جهات مثل Microsoft AI Red Team وSecureBio وApollo Research، بهدف اكتشاف أي ثغرات قبل الإطلاق، خاصة في مجالات الأمان البيولوجي والكيميائي والأمن السيبراني..

والجدير بالذكر لم يصنع GPT-5 من النقطة صفر حيث هي امتداد محسّن لتجارب GPT-4o وo3، مع تطويرات في البنية الداخلية، أساليب التدريب، وأنظمة الحماية. النظام يضم عدة نماذج تعمل بتناغم منها Main للمهام اليومية السريعة، Main-Mini للأوامر الفورية والتكاملات الخفيفة، Thinking للتحليل العميق وحل المشكلات متعددة الأبعاد، ونسخ Thinking-Mini وNano لمهام متوسطة التعقيد مع سرعة أكبر..

وعن التجربة الشخصية مع نموذج GPT-5، يمكن ملاحظة أن الخطة المجانية تحتوي على حدود استعمال واضحة، حيث يتيح نموذج GPT-5 فقط 10 رسائل كل 5 ساعات، بينما في خطة Plus تصل الحدود إلى 80 رسالة كل 3 ساعات، في حين أن خطط Teams وPro تمنح استعمالًا غير محدود تمامًا. هذه السياسة تجعل التجربة في الخطط المدفوعة أكثر انسيابية خصوصًا في الاستخدام المكثف أو المشاريع الكبيرة، بينما تظل الخطة المجانية كافية للاستخدامات اليومية البسيطة..

ومن كل هذا نستنتج تجربة نهائية تخبرنا أنه GPT-5 جاء أكثر أمانًا، وأكثر دقة، وأكثر ذكاءً، ويتحدث لغات أكثر، مع تركيز أساسي على منع الضرر قبل أن يحدث، ليضع بين يديك مساعدًا ذكياً يجمع بين قوة الأداء وحس المسؤولية..

المصادر [1].[2].[3].[4].[5].[6]

- محمود حسين 
- مدون تقني 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال